اللاهوت السياسي عند كارل شميت
ينتمي كارل شميث Schmitt Karl إلى بعض البحاثين الأمان الذين استطاعوا مواجهة المخاطر
المهنية المترتبة عن كرسي التدريس في الفترة المعاصرة. لن أتردد عن إثبات أنه قد غزا لنفسه وأنتج لذاته
نوعا من الباحث الأماني الجديد. فإن كانت كتابات هذا الأستاذ العجيب )إن لم نقل المرشد( قد تم تسخيرها
من أجل دراسة سيما )أو فيزيونوميا( الكاثوليكا )الكونية( لأصحابها فقط، فإن هذا سيكون كافيا جدا لضمان
مكانة رفيعة له. لقد قال شيسترتون Chesterton في رسالة جميلة له حول » idéaux Les(»المعطيات
َالقانونية( »إن عصرنا الغامض والشاق ليس في حاجة، من أجل تطهيره، إلى ممارس كبير يقتضيه العال
ويتطلبه، وإنما هو في حاجة إلى عالم إيديولوجيا كبير.« إن الممارس هو إنسان متعود على الممارسة
اليومية وعلى الكيفية التي بها تعمل الأشياء وتشتغل عموما.
غير أنه إن كانت الأشياء تسير على ما يرام،فإننا سنكون، إذن، في حاجة إلى مفكر، في حاجة إلى إنسان له مذهب يقول به لماذا تشتغل الأشياء كلها وتعمل. من غير المناسب الأشغال بالعزف على الكمان في الوقت الذي كانت فيه روما تحترق. غير أنه يعتبر كارل شميتمن المناسب في نظام الأشياء القيام بدراسة النظرية الهيدروليكية أثناء احتراق روما
من بين أولئك الذين درسوا »النظرية الهيدروليكية«. فهو عالم إيديولوجيا بقناعة ناذرة. أجل، بل ونستطيع أن نقول كذلك: إنه قدم مساعدة إلى هذه الكلمة التي كانت تعاني من دلالة تحقيرية منذ بيسمارك Bismark
كي تتمتع بجاذبية جديدة.
إقرأ أيضا:
اجراءات التبليغ والتنفيذ في العمل القضائي (دراسة مقارنة)pdf
الالتقائية في الحكامة المحلية الجديدة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نموذجا
الضريبة على القيمة المضافة وفق اخر تعديلات المدونة العامة للضرائب
التدبير العمومي الإدارة المغربية نموذجا